بقلم : مصطفى بلحبيب
تختلف الروايات حول تاريخ وسبب نشوء موسم مولاي عبد القادر ( وعدة بني مطهر ) . والرواية المرجحة الاقرب للحقيقة والصواب هو ان اسم عبد القادر ليس هو مولاي عبد القادر الجيلاني الولي الصالح المدفون ببغداد والذي مر من هنا في تاريخ معين وحدث له ما حدث وكان سبب نشوء هذا الموسم . تلك رواية مغلوطة وليس لها اساس من الصحة .
كثير من غنم وربما ماعز وابل . وكان له نصيب من الخدم والحشم عبيد وآمات . كما كان على قدر من الصلاح والدين وربما يمتد نسبه الى احدى الزوايا الدينية هذا يتضح لنا في الواقعة التي على اثرها نشأ هذا الموسم .
في احدى الايام ذهبت إِماء ( جمع آمة ) الشيخ الصالح لجلب الماء من ينابيع رأس العين . ومر بهم رجل من رجال قبيلة
بني مطهر ومنعهم من التزود بالماء بحجة انهن انقصن من الصبيب الذي كان من المفروض ان تحمله الساقية الى ارضه . مزق هذا الرجل القرب ( جمع قربة ) واتلف الاواني المخصصة لجلب الماء . رجعت الاماء لسيدهم عبد القادر بن موسى النهاري يشتكين الامر . مما جعله يستشيط - يشتد غضبه - قد يكون دعا الله واستجيبت دعوته . ويحكي حفيده عبد القادر بن الجلالي الذي لم يغادر عين بني مطهر حتى بداية السبعينات انه كان لجده عصا حكمة حملها وذهب لعين المكان اقصد موقع الينابيع وقام بحركات معينة ودعا الله . غارت الينابيع وجف الماء . غير ان قصة العصا مبالغ فيها باعتبار حفيذه عبد القادر بن الجلالي كان شبه مختل عقليا .
كيفما كانت ردة فعل سيدي عبد القادر بن موسى بالدعاء او بعصا الحكمة فان حقيقة جفاف الينابيع ونضوب الماء امر وقع تحمله عدة روايات شفهية . مما جعل القبيلة تسرع وتبحث عن سبب انقطاع الماء في السواقي بحيث كانت تنبع ساقيتان كبيرتان من ينابيع رأس العين . الساقية الاولى في اتجاه فرقة اولاد قدور والفقرة والساقية الثانية في اتجاه اولاد بنعيسى واولاد حمادي .
هرع ابناء القبيلة من كل صوب في اتجاه الينابيع وكثر القيل والقال والجدل وبعد عدة احتمالات وتفسيرات . اكتشف امر الرجل الذي منع إِماء سيدي عبد القادر بن موسى من السقي . وبعد تحقيق في النازلة عرفت القبيلة ان غضب هذا الرجل الصالح هو السبب في شح الماء . قد يبدو الامر غريبا وخرافيا واعتقاد خاطئ . لكن ما بقي من سرد للرواية يؤكد ان الرجل كان على قدر عالي من الصلاح والدين .
انتدبت كل فرقة من القبيلة رجلين او اكثر للتفاوض مع سيدي عبد القادر بن موسى وتم ذلك بخيمته . استعطفه الرجال وتوسلوه ان يرفع غضبه عنهم في مقابل ذلك ان يجعلوا له نذرا ( الخدمة او الرشاك كما هو متداول عندنا ) سنويا يتمثل في ذبح ثور والتصدق به وقيام الوليمة حول خيمته كما يجعلوا له نصيبا مما يزرعون ( 2 قرديات عن كل اسرة في السنة من كل ما يحصد من حبوب ) . توالت السنين وظل النذر قائما ( ذبح الثور ومنح الحبوب ) الى ان عاد الرجل الى الجزائر في نهاية القرن التاسع عشر او بداية القرن العشرين . وتوفي بالجزائر وترك ابنه الجيلالي الذي كان يأتي سنويا الى قبيلة بني مطهر ليأخذ النذر من الحبوب وربما في مرات قدومه كان يصادف الموسم او الوعدة كما نسميها . توفي الجيلالي ولم يعد احد يأتي ليأخد النذر ( الخدمة او الرشاك ) . وترك الجيلالي كذلك ابن واحد سماه عن جده عبد القادر وكان شبه مختل عقليا ولم يغادر عين بني مطهر حتى بداية السبعينات .
توفي عبد الفادر بن موسى بالجزائر
توفي ابنه الجيلالي بالجزائر
توفي عبد القادر بن الجيلالي بالجزائر
وما زالت القبيلة عند وعدها لم تخالف قط . هكذا ارد على كل من يتجرأ ان يفتح فاه في قبيلة من ارقى وانظف واكرم
واشهم القبائل بالمنطقة انفتحت على القبائل واستاظافتهم وعايشتهم كلهم بدون استثناء . كما اذكر وبقوة كل ابناء القبيلة الذين لايعرفون قدر اجدادهم واسترخسونا وانفسهم . وجعلونا في الركب الاسفل .
انتم انتم واننم انا وانا انتم . اينكم اين الشهامة . ارفعوا الهمم .
للامانة الرواية شفهية سمعتها ونقلتها عن الاستاذ الجليل السي الماحي – حساني محدد – له منا كامل الاحترام والتقدير .>
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق